وفق تقرير وكالة أنباء الحوزة تمنّى سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي في لقاءه بجمع من طلبة العلوم الدينية النجاح والتوفيق للحضور في مجال الدراسة والتبليغ، وقال: يُعدُّ تقديم الدعم للعلم والعلماء من معجزات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فإنّه جاء في عصر الجاهلية حيث كان الجهل عامّاً في كلّ مكان، ولكنّ القرآن الكريم شدد على طلب العلم.
وبالإشارة إلى أنّ أول آية من القرآن الكريم نزلت على النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال سماحة المرجع: كان أوّل ما أوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) التأكيد على القراءة.. من المهم جدّاً أن نفهم أنّ الدين الإسلامي كان يدافع عن العلم إلى أيِّ مدى في عصر الجاهلية المظلِم، فهناك سبعون آية في موضوع التفكُّر والتأمّل في القرآن الكريم، وتكرار هذه الآيات ليس أمراً هيناً يسهل تجاهله.
ثمّ صرّح سماحته قائلاً: بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان خليفته الإمام علي (عليه السلام) أيضاً يؤكِّد على هذا الأمر بشدّة، انظروا إلى نهج البلاغة المفعم بهذه الأحاديث، وذلك كما في الكلمات القصار التي تشير إلى فضل العلم على المال، والحال أنّهم يفضّلون المال على العلم حالياً.
كما أشار سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي إلى المشكلة الرئيسية في المجتمعات المعاصرة، وأضاف قائلاً: الكل يسعى حالياً وراء المال، ويرون أنّ العلم أيضاً خادم للمال، روي عن الإمام علي (عليه السلام) أنّ العلم أفضل من المال بخمسة؛ الأوّل أنّ العلم يحرس الشخص ولكنّه هو الذي يحرس المال، والثاني أنّ المال ينقص بإنفاقه إلا أنّ العلم يزكو على الإنفاق.
وتابع سماحته قائلاً: الفرق الثالث بين العلم والمال أنّ من يذهب تجاه أحد لأجل ماله وثروته فإنّه يفارقه عند زوال المال، إلا أنّ العلم ملاصق للشخص دائماً، والفرق الرابع أنّ خزّان المال ميّتون وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر وذلك لبقاء تراثهم كالشيخ الأنصاري والشيخ الطوسي.
كما أشار سماحته إلى الفرق الخامس بين العلم والمال، فقال: العلم حاكم والمال محكوم عليه، أي أنّ على الرجل أن يقوم بإدارة المال ولكنّ العلم ليس كذلك.
وبالإشارة إلى أنّ الإسلام أبدى اهتمامه بالعلم منذ 1400 عاماً، قال سماحته: للأسف! المال هو الحاكم في العالم حالياً، السعودية بثرواتها تهدّد حتى الأمين العام للأمم المتّحدة بما لديها من أموال كي يتمّ حذفها من قائمة الجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، وهم يقومون بحذف اسمها فوراً.
وأضاف سماحته قائلاً: ومن هنا يظهر أنه الأمين العام للأمم المتحدة أيضا يتعاطى الرشوة، ومن جهة أخرى تدلّ الأدلة على أنّ السعودية ساهمت في قضيّة تدمير مركز التجارة العالمي، ولكنّهم حذفوا اسمها من التقرير المعني بعد التهديدات التي أطلقتها تجاه أمريكا، كما أن الحروب والمجازر التي تحدث اليوم سببها سيادة المال، إن كانت السيادة للعلم لم نكن نشهد مثل هذه الحوادث.